الثلاثاء، 26 فبراير 2013

مقــدمة عن الكــي وطرقه الصحيحة

معروف أن الكي من الأدوية المسلم بها شرعاً وتجربةً, وعلى الرغم من تخوف وكراهية البعض له, إلا أن التداوي به خير من الذهاب إلى المشعوذين والكهان, فالذي يتوكل على الله ولا يتداوى به ثم لا يذهب لكاهن أو ساحرلا تثريب عليه, أما من يدعه خوفاً منه ويذهب للتداوي بما هو محرم ويزعم كراهته للكي. فقد وقع في محظور وفوت على نفسه فرصة علاج فعالة في غالب الأحوال بإذن الله وفضل.

وقد لوحظ أن أهم الأسباب التي تؤدي بالناس للعزوف عن الكي رغم حاجتهم إليه هي:

1-  عدم القناعة بفائدته دون تجربته.

2-  عدم فائدته بعد تجريبه عند من لا يجيدون طريقته أو من لا يعرفون مواقعه, حيث يوجد كثيرون للأسف من الدخلاء على هذه المهنة, وسوف أبين ذلك لاحقاً.

3-  الكي لمريض يحتاج إلى حجامة و به دم فاسد, وعندها يزيد الكي من سوء الحالة, وسأشرح ذلك إن شاء الله.

4-   عدم إنتظار مدة الشفاء التام بأمر الله والحمية (ومدة الشفاء التام بعد الكي  هي 20 يوم), بل الذهاب إلى الطبيب أخر, وأخذ أدويه سواء كانت شعبيه أو حديثه, أو رقيه, فيشفى بأمر الله من الكي, ويظن بأن الشفاء من تلك الأدويه التي إستعملها بعد الكي مباشره, رغم أنه قد يكون أستعملها من قبل ولم تفده بشئ.
                

(( من أهم أخطاء المعاجين بالكي ))

1-      عدم معرفة مواقع الكي وهي نوعان:
    
        أ- مواقع  على العروق: وهي قليلة ومعلومه لأكثر الأطباء الحاذقين
     
       ب- مواقع تسمى بيت الكي أو بلغه الدارجه (( الخرمه )): وهي كتيره وبعضها دقيق جدا, وتعرف بالجس بالإصبع لتحديد مكانها وتعليم المكان (أي وضع علامه داله على مكان الكي بفحم أو غيره ), وهناك ملاحظه هامه: أن أي طبيب يقوم بالكي بدون أن يجس جسا دقيقا, وتعليم أماكن الكي في أي مكان من الجسم, فهو طبيب جاهل مُدّعي يجب الحذر منه واجتنابه, حتى يثبت معرفته بالجس وتعليم أماكن الكي. وهذا من الأسباب التي تجعل الكي لا فائدة منه, وهناك مقولة عند كثير من الناس خاطئة, وهي قول " الكي إن لم ينفع لم يضر" فهذا ليس بصحيح, بل قد يضر ويختلف ضرره حسب المريض وخطأ الطبيب.

ومن الأضرار المعلومة لي:

1-      كي المريض بالسكر, ويختلف من شخص لآخر رغم أن بعضهم لم يلحقه أذى من الكي, وقد شاهدت منهم وكويت بعضهم من عرق النسا وفي الرأس, ولكن يجب الحذر والمتابعة, وتحت إشراف الأطباء لمتابعة السكر والاستمرار على علاج السكر مدة الشفاء من الكي.

2-      كي من يحتاج إلى حجامة, لأن الدم المتكون حول موقع الكي أو في أماكن أخرى من الجسم يرخي الجسم, ويظن الطبيب غير الحاذق أن تلك الرخاوة بسبب الدم موقع كي فيكوي المريض فيزداد الأمر سوءاً حيث أن بعضهم  يصاب بإغماء. بل يجب التأكد من المريض نفسه بأن يذهب إلى خبير بالحجامة ويحتجم وعلى الطبيب أن يعلم بهذا الأمر ويفرق بين رخاوة الدم وبيت الكي.(وعلى المحتجم الذي يريد الكي أن يصبر شهراً إلا أن يكون مرضه يحتاج إلى تدخل سريع كالجلطة الدماغية وذات الجنب فلا ينتظر بل يبادر بالكي)

3-      من الأضرار الناتجة عن عدم إصابة موقع الكي يزداد المريض سوءاً حيث أن مواقع الكي الحقيقية المحتاجة  للكي تتهيج إذ تم الكي بقربها وخاصة في الرأس والصدر وهذا هو الخطأ الشائع الذي يجب على الطبيب ترك الكي إن لم يتعلم الجس أو تعلم ولم يحسن وليتق الله فليست أجساد الناس محلاً للطمع وليس الكي بالسهل وهناك أمر مجربة لدى الكثير من الذين يكتوون كثيراً -وأنا ممن إكتوى- أن الكي في غير موقعه أشد ألماً منه في موقعه. وليس معناه أنه في الموقع لا يؤلم ولكنه أخف.